فيلم Five Feet Apart



مع انتشار وباء "ك" في العالم بأسره، اتخذت أغلب الحكومات الغربية و العربية منها اجراءت و قائية للحد من انتشاره، وإن اختلفت اجراءاتها فقد تشابهت في نقاط هامة، تمثلت في الحجر الصحي في المنازل و الذي سارعت اليه الصين أولا قبل أن يزحف الفيروس إلى دول العالم.

الحجر الصحي الشامل كان وسيلة لإيقاف عدوى الفيروس بإيقاف حركة البشر و الحد من لقاءاتهم ليظهر الحاملون للفيرس و يتم محاصرتهم للسهر على إنعاشهم .

ونتيجة لهذا الحصار والإنعزال عن العالم الخارج و زحام الأسواق فقد بقيت العائلات ملازمةً للمنازلهم طيلة اليوم تقريبا.. وللقضاء على الملل الطاغي على هذه الأجواء يلزم المرء أن يبحث عن طرق ناجعة لاستغلال وقته، وخير وسيلة لذلك ؛ تكمن في تنمية مهاراته وهواياته.. قراءة كتب في مجال اهتماماته او مشاهدة أفلام ذي أبعاد إنسانية فدة تفتح أفاق تأمله و تحلل المغزى منها . و في هذه الفقرة سنخصصها لمراجعات قصير، لفيلم واحد كل ليلة جمعة لتجعله في برنامج مشاهداتك ليلة السبت . المراجعة ستكون قصيرة ودون حرق للأحداث، نركز فيها على رأينا في الفيلم و مضمونه و شذرات من أفكاره وندعو إلى مشاهدته ومشاركة انطباعاتكم نحوه.

عنوان هذه الفقرة " في الحجر " : يمكن لمتابعينا المشاركة فيها عن طريق إرسال مراجعاتهم حول الكتب أو الأفلام التي اضطلعوا عليها في هذه الفترة من الحجر الصحي الذي يشهده العالم، وسيتم نشرها باسمهم عبر موقعنا الإلكتروني "شغف".

فيلم الأسبوع الأول : هو Five Feet Apart

بطلة الفيلم " ستيلا " فتاة في مقتبل العمر، مصابة بمرض (التليف الكيسي) وهو مرض خطير يؤثر على وظيفة الرئتين.. على طول خط سير الفيلم تشعرك أحداثه بمعاناة و شعور المرضى القابعين في الحجوزات، و أنت تشاهد حياة ستيلا لاتكتفي بالمراقبة، بل تتسلل لتكون عنصرا مشاركا يحس بها وشاركها الدهشة و الفضول، و يحزن لمصابها و يسعد لانفراح ابتسامة بين أسنانها. ستيلا التي تقضي أيامها في المشفى مرتبطة بجهاز التنفس و متتبعة نظاما علاجيا خاصا. ستيلا تبدوا فتاة ممتلئة بالطاقة الإيجابية و الأمل لغد أفضل رغم حالتها الصحية. تعيش وسط مجتمع طبي و مرضى يقاومون المرض لأجل الحياة.. وتبدأ أحداث الفيلم في التوغل و التعمق حين تلتقي ستيلا بــ "ويل" وهو مريض بنفس مرضها إلا أنه في مرحلة أخطر جعل من رأتيه مستوطنا لنوع خطير من البكتيريا تعيش في الرئتين يمكن أن تعدي المصابين الآخرين بالتليف الكيسي بسهولة، و هو الأمر الذي جعل ستيلا و ويل يبتعدان عن بعضهما ولايقتربان على بعد ستة أقدام.

الفيلم ككل يتمحور حول قوة الإرادة و الرغبة في الحياة ودرأ الصعاب و الأزمات مثمثلا في ستيلا المندفعة، التي تبدو قوية و إن كانت في داخلها هشة، تحاول إقناع ويل بالتخلص من عدم مبالاته و إمداده بالأمل و الشجاعة ليعمل على التمسك بنظامه الطبي بأكمل وجه ليساعد جسده على التعافي.

الأسئلة الرئيسية التي يتمحور حولها الفيلم :

  • هل نتحكم في مصيرنا ؟
  • هل نستطيع مقاومة النهاية ؟
  • بما سنشعر ونحن قريبون من موتنا الحتمي ؟
  • هل نستطيع أن نحب غيرنا ونبادله الإحساس و نحن على مشارف الموت ؟
  • بما سنشعر حين يأتينا الموت؟

التمسك بالحياة و النظرة الفلسفية الوجودية طاغية على أجواء الفيلم ويظهر ذلك جليا في حوارات "ستيلا" و "ويل" وشخصيات الفيلم عامة: بين الحتمية و التخيرية.

إليك الإقتباسات :

  • ويل : عليك الإسترخاء إنها مجرد حياة فانية .
  • ستيلا : أنا فقط لا أملك خيارا آخر .
  • صديق ستيلا : هذا المرض كالسجن، ليتني أستطيع معانقتك
  • الدكتورة في حديثها مع ستيلا : أنت محاربة ياستيلا، لطالما كنت كذلك
  • صديق ستيلا : نحن لسنا أطفالا عاديين، ليس لنا أن نحظ بتلك الفرص تقبلي الحقيقة..
  • ويل : الموت : ربما مجرد سبات عميق..
تعليقات