جرت عادتنا في كتابة مراجعة الأفلام على أن لا نحرق الأحداث فنفقد الفيلم رونقه، و ننفر القراء من الرغبة في مشاهدته، لذلك نركز على استعراض آررائنا حول الفيلم جملةً و شَخصية البطل مع اقتباسات رأينا فيها من العمق مالا يمكن إغفاله..
عن فيلم NightCrawler :
فيلم NightCrawler يندرج ضمن الأفلام الواقعية، البعيدة عن الخيال العلمي، يحكي قصة الشاب " لويس بلوم '' الذي يقوم بسرقة الأسلاك الكهربائية و السياجات المعدنية بشكل دوري كل ليلة، ليبيعها بثمن بخس لتاجر يقوم بإعادة تدويرها وبيعها بضعف الثمن، إلى أن تنقلب حياة رأسا على عقب حين شاهد حادثة سير خطيرة جاء مراسلين صحافيين ليغطوا تلك الحادثة : هنا تسقط في ذهنه فكرة أن يصبح هو الأخر مراسلا صحافيا للجرائم و الحوادث الخطيرة.. فيشق طريقه ليرتقي من سارق إلى صحفي مُتمرس في تصوير الأحداث الخطيرة، و يمتد في عمله لدرجة الهوس الذي يصل إلى خلق الأحداث الشنيعة.
شخصية البطل " لويس بلوم " شخصية كارزمية تأخذ صفاتها من شخوص الواقع التي نتعايش معها، إلا أنها ذي تأثير أعمق مع الشخوص التي يعيش معها.. شخص يجيد صنعة الكلام، فيجعل من كلماته كلمات مقبول و منطقية و إن لم تكن كذلك ، ما يجعل الشخصيات الثانوية تتفاعل معه وتصدق أحاديثه. ويبدو شخصا عارفا و عالما بما يقوم به ويستميل الأحداث إلى منحناه. هو شخص واثق من نفسه لدرجة الهوس. لدرجة تجعله يحذف كل من يعترض نجاح مخططاته.
" ليو بلوم " هو مثال لشخصية الثعلب الماكر، المريض نفسيا بالثقة بالنفس و حذف كل المعيقات و إن كان ذلك على حساب حياة الأشخاص ليلتقط لهم صورا وهم صرعا متخبطون و غا رقون في دمائم.
فيلم NightCrawler أو المتسلل ليلا قصة حياة من واقعيات الحياة تظهر لنا صورة عن البطل من زاوية مختلفة،و ظلامية كما في رواية لوليتا لفلاديمير نابوكوف وشخصية البطل همبرت اللعين .
الفيلم مليء بالإقتباسات التي تجعله فيلما مميزا، و نذكر منها :
- " من أنا ؟ أنا عامل مجتهد، أضع أهدافا عالية.. "
- " قيل لي أنني مثابر، أنا لا أخدع نفسي، يا سيدي "
- " ثقافة عمل اليوم لم تعد ترتكز على التفاني للعمل "
- " أعتقد أن من يعمل بجد يلقى ما يسره "
- " يمكن إيجاد معظم الأشياء إن بحثت بِعُمق "