صفعة الزّمان
إلتقيت بها و إذا بروحي ترتاح لها،وجدت فيها حسن الأخلاق و الفصاحة،تمنّيت إتّخاذها أنيسة و رفيقة لروحي...مرّ الزّمان و صار إسمنا صديقات العمر،غير أنّ السّنوات كانت شاهدنا الوحيد فكلّ واحدة منّا في صداقتنا وحيدة...الدّراسة تجمعنا و العطلة تفرّقنا...لا زيارة و لا اتصال...لا عرسا نتشارك فرحته...و لا جنازة نواسي بعضنا فيها...
قرّرت كسر زجاج السّطحية و تتويج صداقتنا بصفة الحقيقية،أمضيت أيّام عطلتي و انا أتّصل بها و لكن لا صوت يسمع لها،قلت في نفسي لا يهم و ما هذا بِهَم ، سنلتقي قريبا و سأجد للمحاولة الثّانية بابا...شاء الله أن نلتقي فأخذت أشرع في مقصدي بعد التّحية و السّلام ،قلت ربّما تكون خجولة خائفة فل أبدأ أنا في التّعبير أوّلا ... خرجت عن صمتي و صرت أسرد لها حكايتي ،أشكو لها همّي و الدّمع يسيل على خديّ ،إنجرفت مشاعري و لم أضع نقطة لكلامي حتّى النّهاية...ببرودة قابلتني و بنظرة شفقة قتلتني، و ما كان ردّها بالشّافي بل أشعل نيران النّدم في قلبي...صارت تقول ماذا أفعل لك و أنا لست بمواسية لك ، ما لنا من هذا الكلام شيءو ليس شرطا أن نثرثر عن حياتنا لبعض ... إبتعدت و تركتني هناك و الدّهشة وصيّة عليّ ، كيف لها أن تقول عن ذلك ثرثرة؟ أردت أن نكون ملجأ لبعضنا البعض و لكنّها صفعتني و تركتني أمام الباب في مواجهة العاصفة....
سماع آخرين يتهامسون بحكايتي بعد حين جعلني أقابل صدمة حياتي ، أَ هذه هي الإنسانة الّتي عرفتها؟لم تكترث لعِشرة عشر سنوات و باعتني في لحظة، لبست قناع البراءة في حضوري و ضحكت عليّ في غيابي ...أنا من مددت يدّي للسّراب ، و رميت بثقلي على شخص تحالف ضدّي مع الهاوية، صار عقلي يسخر من قلبي مبارك جرحك الجديد! أَ لم أقل لك يا مرهف الإحساس أن تتحقّق من تلك الكلمات قلبا وقالبا؟...لم تكن صديقة بل درسا قاسيا في الحياة...
___
بقلم : شيبي سعدية | من : الحزائر
الرتبة الأولى في مسابقات مجلة شغف العدد الأول، صنف " الخاطرة " .
تعليقات