ومازالت..




عندما أغلق عيناي يسود الظلام

أجدك أمام عيناي شمعة تضئ لي طريقي

تأخذني في رحلة بين يديك

عيناي لا ترى سواك أمشي خلفك دون خوف

بصمت تعترف عيناك بحبي

وبصمت تضحك عيناي خجلا

نتوه فى رحلتنا...أتوه فى عيناك

كانت تجلس تستمع لتلك الأغنية التي تحبها

يا مسافر وحدك ، للمطرب محمد عبد الوهاب

‏ وهو يقول (ودعني من غير ما يسلم وكفاية

‏قلبي أنا مسلم)

كانت أكثر الأشياء تكرهها هي السفر ،تخشى السفر

حتى إن ذكرت كلمة سفر ، يخفق قلبها وتزداد توتر

كان يخبرها عن روعة السفر ،ولقاء الاخرون،

كان يخبرها أن للسفر سبعة فوائد،

تتذكره.. حين تركها وسافر بعيدا ،

كل القصص يترك البطلة ويهجرها ويسافر لعالم آخر بدونها

أما هو تركها من أجلها ، أحبها ومازال ..

لم يستطيع أن يكون نقطة فى بحرها الواسع ،

لم يستطيع أن يكون حبا لا نهاية له ،

مازالت تتذكره وهو يعنفها ، كان يردها الى عقلها

تارة تحب وتارة تكره ...يعرفها جيدا أكثر من نفسها،

هي النار والماء ..هي الجنون والهدوء..هي الطفلة والانثى

هي كل شيء فى آن واحد..

لا تدرك مدى خطورتها ..هو يعرفها جيدا،

متى تغضب ..متى تفرح..متى تستاء..متى تهيم عشقا،

أراد ترويضها ..ولكن ترويضها كان له ثمن ،

والثمن هو الإبتعاد عنها...لكل شئ ثمن ،

ونحن لا ندرك قيمة الاشياء إلا إذا رحلت،

حين رحل عنها تساوى كل شيء فى نظرها،

الفرح والحزن والكلمة والدموع ،

أصبحت لا شيء بعده،أصبحت هو بكل تفاصيله،

تبتسم إبتسامته..تمشي مشيته ..تسكت وقت صمته،

تحتسي القهوة كما أحب..تشعر به رغم بعده،

كأنه بجانبها ..ترى نظراته ..تعلم أهو سعيد أم حزين،

هو توأمها حتى فى البعد وإن طالت المسافات،

فهي تتنفسه ،

وهي تعلم أنه لن يعود أبدا،

أجل قلبها كسر ..روحها فاضت..

وتستمر الاغنية تقول ( ليه تبعد عني ..ليه تبعد عني )

تريد أن تصرخ لماذا؟!

تريد أن تملئ الدنيا صراخ حتى يسمع ندائها..

ولكن تتذكر كلماته لها لكل شيء ثمن ..

أتكره نفسها ...أم تكرهه..لا تعلم ولكن كل ما تعرفه،

أنها مازالت تشعر به ..هو كل أنفاسها..

ترى ماذا يفعل الان ؟ أيتذكرها؟

أيشعر بها كما وعدها؟

هل كل إحساس به وهم أم حقيقة ؟

رغم ذلك ..رغم تلك الأسئلة التي لا اجابة عليها

سوى شعورها بأنه بجانبها يراها كما تراه ويتنفسها،

علمها كيف تعيش .. علمها حب السفر...

ومازالت  ...

تمضي أيامها به..




| بقلم : هبه محمود صادق محمد، من مصر
تعليقات