خذ رسالتي لأبي



كانت محطمة و يائسة بعد أن أودعت في خيرية،عندما كان عمرها خمس سنوات، تلك التي لم تدق طعم حضن الأم و حنانها، تلك التي رافقها ذنب موت أبيها طوال حياتها، عندما انقدها من سيارة مسرعة سائقها ثمل، لكن عن أي حياة نتحدث ؟ الفتاة عمرها خمس سنوات هل سبق أن ذقت طعم الذنب. مر اليس كذلك؟! لم تستطع أن تتحمله اليس كذلك؟! قلت انك اتعس شخص اليس كذلك؟! اختلقت الأعذار اليس كذلك؟! ما رايك الآن بهده الطفلة إنها تتألم إنها تعيسة هي ليست كباقي الأطفال لكنها كانت تصدق بشيء واحد أو هذا ما تم استنتاجه من رسوماتها، سياتي يوم ما ملاك جميل و صغير سيعطيها قبلة على خدها تم يمسك بيدها و يطير معها الى مكان جميل، مكان لن ترى فيه نضرات شفقة، لن تحس بالفرق، بل و ستلتقي بوالدها أيضا، فقط لتقول له انه لا داعي لتدفع ثمن دروس الباليه بعد الآن لأنها تعلم أنه لا يملك مالا كافيا، هل تعلم ماذا يعني هذا؟؟ اجل كما خمنت تماما إنها تريد أن تموت.هل تعرف ماذا سيحدث ان فكر طفل واحد فقط بهذا الشكل؟ هذا يعني أن دورك كراشد قد فشلت فيه فشلا ذريعا بل المجتمع كله قد فشل فيه، سأقوم بتجربة أنت اجل انت اصمت و شاهد
في زاوية مظلمة في الخيرية تجلس لارا وحدها.
- مرحبا عزيزتي
لم تجبني
- هل تريدين حلوى؟
لم تجبني
- هل تريدين أن تأتي معي؟
لم تجبني خرجت من الخيرية اشتريت لباس تنكري على هيئة ملاك قمت بعمل المكياج ...شعر مستعار...الخ فقط لأبدو متل الملاك في مخيلتها،
في الليل ذهبت لنافدة غرفتها بالطبع في الطابق السفلي، قمت بجميع التجهيزات وضعت ورائي مصباح ضخم سلطت علي الضوء تم ظهرت لها،
أنا حتى لم اتحدت بعد قالت لي بصوتها الملائكي المحطم
- هل أرسلك أبي؟؟
انهمرت الدموع على خدي وقلت لها اجل فتَحتْ النافدة ومسحت دموعي تم قالت :
- اخبريه إنني لا أريد أن اذهب عنده الآن ربما بعد مئة سنة، أو مئة وخمسين سنة، أنا الآن أريد أن أقوم بالكثير من الأشياء لكي أجعله يفتخر بي عندما نلتقي معا، وأيضا لكي لا يمر أي طفل بما مررت به، وقولي له لا باس سأقوم بالتأكيد بصنع الصديقات لكن ليس الآن صديقاتي سيكن الأطفال اللواتي سأساعدهن في المستقبل.
أضحكتني كلماتها البريئة فاختلطت أحاسيسي بين الحزن والسعادة. الكره والحب كانت تنتظر الفرصة فقط لتخبر والدها بهذا، و كانت تحزن عندما لا يأتي الملاك.
"وأنت يا عزيزي القارء ما هو إحساسك بعد سماع كلماتها"
[بعد عشرين سنة أصبحت لارا أحد الشباب اليافعين الذين يقومون بدورات حول القرى في مختلف أنحاء العالم]
(بعد سنة اخدت جائزة احسن ناشطة)
[بعد خمسة سنوات تزوجت لارا]
[بعد سنتين أنجبت فتاة أسمتها ملاك]
[بعد خمس سنوات أخدت ملاك جائزة أفضل راقصة باليه للصغار]
تم استمرت لارا في طريقها الطويل .......
ليس الحزن هو كل شيئ الحياة تحتاج لنضرة مختلفة فقط .
| بقلم : آية بن احود من المغرب، حاصلة على شهادة تقديرية على مشاركتها المعبرة في مسابقة مجلة شغف، صنف : القصة القصيرة .

تعليقات