رأيته في المرآة



في أحد ليالي الشتاء الباردة ،ومع إستمرار هطول المطر أنهيت قراءة آخر ورقة في روايتي ..أغلقتها وانا أردد هااا يالها من أحلام ثم أمسكت بدبوس شعري ورفعته عاليا وانطلقت إلي المرحاض غسلت وجهي بالماء جيداً ،ثم وقفت لدقيقة لأري بعض العلامات من اثر حبة ظهرت في الآونة الأخيرة وفجاة ظهرت صورته ..فرقت عيني علني كنت أتوهم ولكني سمعت صوتاً ينادي بأسمي ..جوليان !! جوليان !!
ظننت أنها خرافات فربما لأني لم أنم فذهبت لغرفتي وأضأت النور وحاولت جاهدة أن أنام . وفي اليوم التالي قررت أن أخبر صديقاتي ،ولكني لم أشأ فربما يمزحن وأكون أضحوكة بينهن فكثيراً ما تخرج الشائعات في المدن الجامعية .
تكرر ذلك الصوت في الليلة التالية ولكني لم أر الصورة ، ثم بعدها بليال لم أسمع شيئاً فطمأنت نفسي بأن الامور عادت كما كانت وأنني ما كنت الأ أحلم .!
عدت إلي حياتي الجامعية ما بين دراسة ومذاكرة ويوم جامعي طويل .وبالرغم من أني جامعية إلا أنني لدي دمية صغيرة ،كنت لا أذهب إلي مكان بدونها تذكرني بأمي أحدثها عندما اكون حزينة تشعرني بالراحة ولكني هذه المرة وجدت في يدها رسالة ورقية !! أعتقدت أنها مزحة من صديقاتي وقررت فتح الرسالة وكان النص يقول : "أرجوك ..لا تخافي مني فأن لن أؤذيك أريد التحدث إليك قليلا ً تعالي عند المرآة منتصف الليل "
ها أنا أمسك الدليل بأني لست مجنونة أو اقول خرافات ولكني رأيت كتابة أُخري علي ظهر الرسالة "لا أحد يستطيع رؤيتها غيرك "
صرخت بصوت عال ولكن لم يسمعني أحد وكأنني بعالم أخر .توقفت عن الصراخ والبكاء وقررت أن أواجهه فما لي من مفر غير ذلك .
أنتظرت حتي منتصف الليل وقد نام الجميع . وقفت أمام المرآة ورآيته كانت هذه المرة الأولي التي لم أبك فيها، كنت عازمة علي معرفة ماذا يريد مني؟ !!
-والآن وقد ظهرت ..ماذا تريد مني ؟!
-أريدك أنت !!
-أنا !!
-أريدك في عالمي !
-عالمك !! أأنت مجنون ؟!
-إسمعي ،، أنا مارد أعرفك منذ الصغر ، ولكنك لا تعرفينني ،في عالمنا جاء الحكم علي بأن أتزوج فتاة من عالم البشر تعيش معي لعامين ..ولكن إطمئني العامين في عالمنا كشهرين في عالمكم وبعدها يكون لك كامل الحرية أن تبقي في عالمنا أو أن تعودي ..!
-أنت مجنون بالتأكيد !! أنا لا أفهم شيئا !!
-لم يكن الأمر بإختياري ،كما أنه ليس بأختيارك ، لانك أذا رفضتي فأن أحد والديك ستصيبه اللعنة وحياتي وحياته ستنتهي فقدرنا مرتبط سوياً ..!
-هذا غير منطقي !!انه جنون !!
-بكل أسف ..أنها قوانين معقدة ولن تفهميها فهي ضمن عالمنا .ولو لم يكن في الأمر خطر علي أحد والديك ما كنت أخبرتك .
نزلت الدموع من عيني ولم أجبه فأختفي وتركني وذهب ! لم أذهب إلي الجامعة بعدها كنت أبكي مراراً ،أأتزوج من غير ما يعلم والدي ؟! ومن جني ! أصبت بأعياء شديد ودائما ماكنت اذهب عن الوعي ، حاولت الرجوع إلي حياتي حتي لا يقلق والدي ففي النهاية قدمت بعيداً عنهم من أجل الدراسة ، علي الرغم بأن مارد كان هو سبب مرضي إلأ أنه كان يطمئن علي كل يوم برسالة لم أكن أفتحها ولكني كنت أبكي بعدها فتختفي ..وذات ليلة أتصلت أمي بي وبدأ علي صوتها الحزن فقد علمت بأن أبي مريض والطبيب طلب منه أشعه وتحاليل ليحدد مرضه..!
تري هل حان الوقت وينفذ الحكم ويموت والدي وكذلك مارد ؟! ..
إتخذت قراري وإنتظرت للثانية صباحاً منتظرةً ظهورة لأخبرة علي موافقتي ..!
-رأيت منه حزناً ، فقلد شعر أني مجبرة علي قراري فقال :في المساء سيكون كل شيئاً جاهزاً تماماً ..
وذهبت إلي عالم مارد ، الغريب أنني كنت أري كل من فيه ،رأيت والدته رحبت بي كثيراً ،أخبرتني أموراً عن حياتهم ولما أستطيع رؤيتهم علي هذه الهيئة فقد كان لكل شخص منهم شبيه بأحد البشر فتمثلو به أمامي حتي لا أخاف ، شكرتني علي إنقاذ مارد من القوانين ،أهدتني بعضاً من المجوهرات والهدايا الثمينة ..كان الجميع ينظر إلي نظرة أحترام فقد كنت زوجة الملك الجديد ..
تمت مراسم الزفاف علي عادتها وأقيم زفاف فخم لم أري مثله من قبل مثل الزفاف البشري تماما ويبدو أنه كان مخطط لذلك ، عاملني مارد كطفلة صغيرة ،لم يزعجني يوماً يطلب لي الطعام ويأت بالكتب ويدرس لي ،لم أشعر يوماً أننا من عالمين مختلفين ..أحبني الجميع وبالمقابل أحببتهم شعرت أنهم عائلتي ، حتي أنتهي العامين وأتي يوم تحرري ،
لم أدر لم أنا كنت حزينة ظللت أبحث عن مارد ولكني لم أجده ولكنه ترك لي رسالة " هذه الرسالة يمكنك أن تأخذيها معك ،اليوم أحررك من هذا الزواج ، عودي إلي عالمك وإستمتعي بحياتك أتمني الأ تفارقك البسمة لم أستطتع أن أخبرك بحبي في يوم من الأيام ولكني أشعرتك به واتمني لك السعادة تذكريني مارد "
قدم كل ما يملك من أجلي لا تذهب يامارد فأنا أيضاً أحبك وأحب عالمك ولكني لم أره منذ ذلك اليوم .
وفي اليوم التالي استيقظت صباحاً لأري نفسي في غرفتي وقد عدت بعد مدة من السفر ..
أول من خطر في بالي الأتصال عليه هي أمي ..أجابت علي بسعادة وكذلك أجاب أبي ويبدو أنهما في خير حال ..
عادت حياتي ولكني شعرت بأن شيئاً ما ينقصني ، حقاً كان ينقصني مارد ..
كنت أقف كل ليلة عند منتصف الليل لرؤيته ولكن لا جدوي ، فلم يعد يظهر !
وذات ليلة ظهر حينها فقط سقطت الدموع من عيني ولاول مره لم تكن دموع خوف ودهشة ، إنما دموع شوق ولهفة
أخبرته بأني موافقة علي المكوث بعالمة للأبد ، لم يصدقني في البداية .

-أتوفقي أن تهربي من عالمك إلي عالمي ؟!
-أجابته والدموع في عيني الهروب رائع حينما يكون إليك
-ضحك حينها وقال أنتظري مفأجتي صباحاً ..
أنتظرت الصباح بفارغ الصبر لأري مفأجاته ولكني رأيت شيئا لم اتوقعه طيله حياتي ..
رأيت شخصاً واسرته يتقدم لخطبتي وقد كان مارد ولكن كيف ؟!
-كانت هذه مفأجته لي وهي خطبتي وزواجي علي طريقة عالمنا وفق قوانينا وهذه المرة تمثل بهئه البشر لكي يرأه الجميع . ضحي من أجل سعادتي ، فضحيت من أجله بحياتي ..
وذهبت إلي عالم لا يعرف عنه أحد سوي أنا وهو ..
في العالم الآخر أحداث عجيية ليس كله سحر وخرافات كما يظن البعض ، يوجد علاقات وقوانين وأحداث ..

| بقلم : علا عمر عبدالمعز من مصر، حاصلة على شهادة تقديرية على مشاركتها المميزة في مسابقات مجلة شغف، صنف : القصة القصيرة.

تعليقات