سعادةُ الفجر



 لماذا ! مِن اجل مَن والى اين ، كيف الخروج ؟ هل من سميع ؟ تحيط بك اسوار الإرتياب والاضراب وتضرب برأسك افكارٌ تجوب الشرق والغرب ، ولا تدري الى اين تتجه بوصلتك فقد باتت معطلة ، ربما مغناطيس الارض توقف او ان مغناطيس دماغك توقف

يأسرك الليل بقيوده وانت تتوارى تحت الغطاء ، يدق في مسمعك صوت عقارب الساعة "تك تك تك تك " تحاول ان تسبح في خيالك ولكنك تعجز عن ذلك لأنك لم تتعلم السباحة بعد ، تبحث عن اقرب قارب لكي تبحر في خيالك ولكن اوه كلا القارب مثقوب ، ماذا ستفعل الآن ؟ هل ستبقى مستلقي على فراشك وقلبك الوردي اوشك على التوقف ، تحاول النهوض ولكن عبثا فجسدك لا يستطيع الحراك مثل جندي خاض الحرب العالمية وفقد اطرافه واحدى عينيه لكنه مازال يتنفس

اثناء هذا الهدوء القاتل يقترب صوتٌ بعيد ، يقشعر بدنك ، تشعر بحدوث انفجار عظيم في شرايين دمك ، يا الهي ماهذا الصوت الذي اشعر فيه بالحياة ، الله اكبر الله اكبر ، صلاة الفجر ! تتحرك حجرات القلب معلنةً ايجادها طريق السعادة ، تلقي بغطائك للحائط ، تتجه الى مصدر المياه ، تمد يداك وهما يرتجفان ، تتراقص قطرات المياه فرحاً لانها ستكون على جسد من وجد النور ، من وجد الحقيقة ، تتثاقل خطواتك نحو المسجد ، ايُ جهادٍ هذا ، تفتح باب المسجد وتكبر تكبيرة الاحرام ، ما ان تصل جبهتك الى الارض ، لحظة هنا توقف الزمن ، هنا سكنت الرياح ، هدأت البحار ، ذهب الارتياب ، سكنت افكارك ، انشرح صدرك ، دون ان تشعر توقف قلبك عن العمل توقف عن النبض لقد اشتاق الى السميع فذهب اليه خاشعاً ، ايقظ شعورك بالصلاة ان غفا لولا الصلاة لفقد الناس الهدى..
بقلم : حسام عنيزان | من : سوريا
حاصل على شهادة التقدير على مشاركته في مسابقات مجلة شغف، صنف الخاطرة وذلك لاحترامه لمعاير المسابقة و لجودة إبداعه وجماليته أسلوبا ومضمونا.

تعليقات