استيقظت في ذلك الصباح الهادئ على صوت العصافير الواقفة على شرفة غرفتي فتحت عيني فرأيت أن الشمس قد اشرقت لتعلن عن يوم جديد...
اليوم هو اول يوم لي بالجامعة ومازال ذلك السؤال يدور في ذهني..لماذا...لماذا نحن هنا..لماذا خلقنا..وماهدفنا بالحياة..!
اسمي آدم طالب جامعي تائه في هذه الحياة تجهزت للذهاب الى الجامعة..
لم اكن اعرف احدا هناك..لكن من حسن حظي أن هناك شاباً طيب القلب اصطحبني معه في جولة تعرف على المكان اسمه صالح كان شابا متدينا وهادئا
_ آدم ستبدأ محاضراتي بعد قليل انتظرني هنا في الكافتيريا.
_حسنا..شكرا لك على لطفك.
جلست وانا اتامل الجالسين فمنهم من يقوم بمراجعة كتبهم ومنهم من يتناول الطعام ومنهم من يبدو عليه انه ينتظر احدا ما..
لفتت نظري تلك الفتاة الجميلة بزينتها وقد برزت مفاتنها قد سلبت قلبي من بين ضلوعي..
_هل اعجبتك؟
_من انت؟؟وماذا تقصد؟
_اسمي عاصي اقصد تلك الفتاة الجميلة هل اعجبتك ..يمكنني مساعدتك للوصول اليها
_حقا؟؟
_اجل ثق بي
ذهبت وتعرفت عليها كانت جميلة جدا لدرجة انني كنت اقضي طوال وقتي معها دون ان اشعر ولكن كانت متطلباتها كثيرة جدا..
وذات مرة وبينما كنت اسير مع عاصي رأيت فتاة منقبة لم يظهر منها شئ سوى عينيها...
_من هذه ياعاصي؟
_هذه الفتاة تدعى جنة ...لن تنفعك فانت لم ترَ منها شيئا في الحقيقة دعها الان واهتم ب(دنيا) هذه نصيحتي..
يوم بعد يوم كانت متطلبات دنيا تزيد فلم اعد اقدر على نيل رضاها بسهولة حتى انني تركت الجامعة لأتفرغ لها..
ويوم التخرج ذهبت اليها سعيدا لأهنئها على نجاحها واتقدم لخطبتها فوجئت بأنني رأيتها مع شاب آخر ذهبت الى عاصي لأحكي معه فضحك بصوت عال..
_انا لم اجبرك على فعل اي شئ يا ادم ..ليس لي علاقة..
شعرت ان جميع الابواب اغلقت في وجهي لقد خسرت كل شئ..فجأة تذكرت جنه...اجل هي الحل
فسمعت صوتا من ورائي لقد كان صالح
_فات الاوان يا ادم ف(جنة) لايمكن ان ينالها اي شخص كان...انت لم تعد أهلا لها..حاولت ان اعيدك الى الطريق الصحيح لكنك غرقت في بحر دنيا..انت خسرت كل شئ يا ادم...كل شئ
وفجأة انطفأ النور من حولي وصرت فقط اسمع صوت نحيب اهلي واصدقائي...اكتشفت لمَ نحن هنا..لمَ خلقنا..لكن بعد فوات الاوان ...بعد ان رحلت حيث لايمكنني العودة ولن ينفعني الندم .