قهوتي أولا



كانت ليلة ربيعية،هواء نقي وجو هادئ، أعجبني المكان وذهلت بالمنظر الخلاب..
سالني: هل أنت مرتاحة؟
اجبت إجابات عديدة في سري من بينها كيف لا ارتاح وأنا بجانبك، نظرت والابتسامة تعلو محياي: المكان هادئ وجميل اعجبني.
رغم انني لست من محبي الأماكن المنعزلة والهادئة كثيرا فأنا فوضوية بطبعي واعشق الأماكن الصاخبة احس براحة في ضجيجها.
اتى النادل: هل اخترتم؟
هو: أجل كوب عصير للفتاة وحليب بالشوكولاتة لي
تبا كيف يقرر مكاني فانا من عشاق القهوة يا هذا، خرج صراخي فجأة: لا اريد عصيرا اريد قهوة نص نص، نظر إلي باستغراب لكنه لم ينطق بكلمة اما النادل فقط ضحك ضحكة شريرة لا أدري ماذا يقصد بها..
حاولت تهدئة الأجواء واختلاق أي موضوع للحديث
أنا: اخبرني ماهو احساسك وانا بجانبك؟
هو: اتحاولين تغيير الموضوع، كيف تتحدثين الى النادل وتطلبين قهوة؟ انا طلبت لك عصير لما فيه من منافع لك كيف تعترضين؟
أنا: (سرا : يا إلهي مازلنا في القهوة ماهذا البلاء الذي حط على رأسي)، أعرف ماينفعني رجاء تجاوز الموضوع.
جاء النادل واحضر قهوتي الحبيبة آه كم تفوح رائحتها والله رائحة كوب القهوة اقرب الى قلبي من رائحة العطور .
أنا: مممممم لذيذة هاته القهوة
هو: لم ينطق بكلمة
أنا: اسمعك
هو: انا لا احب الفتاة التي تفرض رأيها .
عن أي راي يتحدث هذا
أنا: ان كنت لازلت في مسألة القهوة والنادل فانا تجاوزتها حتى أني اكملت كوبي.
هو: المواقف البسيطة تظهر الإنسان، من البداية فهمت أنك تحاولين السيطرة وفرض رأيك، انا ياعزيزتي رجل تقليدي بامتياز أحب ان تسمع المرأة كلامي وتطبقه ولا تتجاوزني اطلاقا، لا احب ابدا المرأة القوية العنيدة التي تفرض شخصيتها، أحب المرأة الهادئة التي لا يسمع صوتها .
ماهذا انه يكره كل صفاتي
أنا: اسمعني الآن جيدا ياعزيزي لم يلدني أبي لكي تكتم صوتي واختياراتي لم تسهر امي في تربيتي لكي اشابه الماشية، انا ببساطة عنيدة جدا قوية جدا لا احد له الحق في الإختيار مكاني، الهدوء ليس من طبعي فنبرة صوتي تتضاعف ويسمع صراخي من اول الشارع اذا كنت غاضبة، لست بالأنثى الضعيفة التي تتبع رجلا ولا تستطيع مجابهته، لقد اخترت الفتاة الخطأ، عنيدة أنا ومن يقوى على مجاراتي، أتمنى أن تجد من تحمل هاته الصفات.
لم ينطق بكلمة ظل ينظر فقط، حينها وقفت وبأعلى صوتي صرخت: إياك ان تكلمني اياك ان تراك عيني هل فهمت ياهذا، وعلى فكرة عندما اذهب الى أي مقهى آخذ مشروبي المفضل قهوة نص نص دمت سالما.
أقسمت بعدها أنني لن أخرج مع أي احد حتى يكون من عشاق القهوة مثلي.

| بقلم : حنان عماري من فرنسا، حاصلة على شهادة تقديرية على مشاركتها المميزة بمسابقة مجلة شغف الأدبية، صنف : القصة القصيرة.

تعليقات