بطرقات خفيفة على الباب كانت الانسة تردد متسائلة
ــ"سيد حيدر هل أنت بالداخل ؟ “
تمالكت نفسي رغم الوجع الساكن بداخلي وببطء في خطواتي تقدمت وفتحت الباب لها كانت جارتي الآنسة سارة
ــ " فقط اردنا انضمامك معنا الى جلسة الارواح التى تنفذها السيدة عبلة جارتكة المقيمة في الشقة المقابلة لك “
“ ــ "انتم تعلمون جيدا انني امقت مثل هذه الجلسات ولا أصدقها
ــ" فقط من اجلي سيدي انه امر هام يعنيك “
رددت على مضض
ــ "حسنا لنرى ما تصنع السيدة عبلة “
سرعان ما اغلقت باب شقتي خلفي وتوجهت الى شقة جارتي وكانت سارة تسبقني بخطوات دلفنا الشقة وبالرغم من كون لا احد من الحضور اعارني اهتماما الا انني القيت التحية عليهم كان المكان باكمله يغرق في عتمة مخيفة عدا بصيصا من ضوء الشموع ينير الزوايا والستائر منسدلة تقاوم دخول اشعة الشمس كان هناك جمعا يضم ثلاثة رجال وامرأتين اظننى اعرفهم ذاك السيدة "طارق" صحبة ابنه "ماهر" وهذا سيد "معتز" مع زوجته "بلقيس" وتلك جارتي عبلة " انهم من سكان عمارتي
كانوا يتحلقون حول طاولة مستديرة الشكل يضعون اكفهم في قبضة بعضهم مشكلين دائرة وقد رسمت على الطاولة رسمة نجمة وعليها بعض النقوش وكلمات غريبة لأول مرة أشاهدها ..شعرت برجفة خوف طفيفة لذلك اتجهت الى الستائر احاول اماطتها الا ان صوت عبلة ردد
"ــ سارة ارجوك اخبري ظيفك بان يهدأ لا نريد ان نقلق راحته فليترك الستائر "
"سيدة عبلة انه يبتغي النور وانت تعرفين ذلك "
جلست وسارة في ركن الغرفة كغريبين لكل منا كرسيه الخاص وبت اتابع كومة الاسئلة التى تتطرحها عبلة عليّ وكأنّني في مخفر شرطة “
ـ "من زارك ليلة امس؟ “
فقط انّه حفيدي جاء كعادته يترنح من الشرب في وقت متأخر من الليل يريد ميراث امه معللا ذلك بانه خسر صفقته وباع بيته وضاع ماله لكنّي لم اعطه فلسا مادام يتصرف بلامسؤولية و دون وعي لا يحافظ على ماله او نفسه وقع شجار بيننا لكن هذه المرة كان عنيف الطبع احمرّ وجهه غضبا واشتعلت عيناه غيضا فردد كلمات لم افهم معناها قال
" انا الليلة ساهديك تذكرة سفر بلا عودة "
غريب من قال انني اريد السفر ثم فجأة احسست كعادتي بوجع مؤلم في احشائي لطالما كان بين الفينة والاخرى يلازمني حتى وقعت على الارض فاستنجدت بحفيدي الذي خرج مسرعا يحاول ايجاد اسعاف لي كان رأسي فوق السجاد مما جعل بصري يتجه مباشرة الى تلك القطعة الصغيرة التى وقعت ارضا وتدحرجت تحت الكرسي انه زر معطف حفيدي وقع منه حين كنا نتشاجر حاولت ان اخبره بذلك لكن لم استطع واغمي علي
ــ عبلة "هذا يكفي لقد عرفنا القاتل اشكرك آنسة سارة “
ــ سارة "انه نفس الشخص الذى اصطدمت به في ممر العمارة وفي نفس وقت حدوث الجريمة حين كنت عائدة من عملي كممرضة ""
ــ عبلة" لذلك قام بطعنك لانك تعرفتي عليه اشكرك آنسة انت والسيد حيدر اخبريه ان يعود الى حيث ينعم بالهدوء والراحة والسلام وانت ايضا سارة لروحك السلام “
كنت استمع الى كلماتهم وانا كالمعتوه اظنهم يتحدثون عن شخص اخر سواي لكن سارة اردفت تخبرني
“دعنا نرحل سيد حيدر فهذا المكان لا يناسبنا بعد الآن وهذا العالم لم يكن يوما مريحا لكلينا “