إعترافات جريئة وصريحة


كتاب "اعتراف" - ليو تولستوي / اديب روسي "اعترافات جريئة وصريحة"


أين الله؟ من هو الله؟ وكيف أحيا بوجود الله؟ ما هو الوجود؟ من أنا؟ لماذا وجدت هنا؟ ما مصير حياتي ؟ هذه الأسئلة لإنسان مغرق في الشك – وملحد – بدأت هذه الاسئلة مرافقته من سن الثلاثين حتى سن الخمسين، وقرر اخيراً مجابهة تلك الافكار والتسؤلات والتوقف عن التهرب منها، لأنها أصبحب قاتلة اما يجيب عنها او ينتحر، لانه اراد معرفة الحقيقة، لانه كان ملحدًا ولايؤمن بوجود الله، وفي سن الخمسين قرر اعادة تفكيره وقرأ كثيراً وجالس أدباء وفلاسفة وعلماء من أديان مختلفة، وبعد مرحلة كبيرة من البحث وصل الى نتيجة معينة وإعادة صياغة هذه الاسئلة والافكار مرات عديدة لانها كانت تقلقه حتى انه فكر كثيراً بالانتحار، لانه لايرى اي معنى للوجود، ولا يرى اي اهمية للعيش في هذه الحياة، تولستوي يعري تلك الأيام السوداء من حياته قائلاً: "قتلت الكثيرين في الحرب, بارزت الكثيرين لأفقدهم حياتهم, خسرت أموالاً كثيرة بالمقامرة, وأنفقت الأموال الكثيرة التي وصلت إليّ بأعراق الفلاحين, قاسياً عاتياً مع معاملة خدمي, لم أترك سبيلاً من سبل الفسق إلا وسلكته, السرقة, والزنا, والسكر, والتمرد, والقتل, كل هذا جزء من حياتي في تلك الأيام, فليس في قاموس الجرائم جريمة واحدة لم أرتكبها, ولكنني كنت مع كل ذلك مكرماً محترماً من أبناء عشيرتي". اعترافات مخيفة وخطرة جدًا، كيف برجل وصل إلى قمة مجده الأدبي أن يعلن بصراحة أن كل هذه السيئات قام بارتكابها، هل هي تخاريف رجل كبير في السن، أم كشف معالم النفس أمام الجميع .. كل هذا لا يهم، المهم هو الطريقة التي يكشف فيها تولستوي سيرة حياته المظلمة، هو يسلك طرق الظلام ليصل إلى النهاية، إلى النور الذي لايحجبه اي شيء ذلك النور هو الله. وفي نهاية المطاف وصل تولستوي الى الايمان بوجود الله، واعترف انه الله هو المنبع والمصب والمجرى لهذه الحياة.

| بقلم : وسام محمد هادي، من العراق


تعليقات