رائحة الفضة هي مجموعة قصصية تضم 22 قصة بقلم الصحفية الجزائرية زهية منصر عن دار الجزائر تقرأ للنشر و التوزيع بعدد صفحات يقدر ب 147 صفحة وهي ثاني مولود أدبي للكاتبة بعد " على خط النار " ( شهادات إعلاميات عايشن الإرهاب ) . بحيث تصور هذه المجموعة الواقع الجزائري بامتياز فقد قامت الكاتبة من خلالها بالتغلغل في حنايا المجتمع الجزائري عن طريق أسلوب سردي جد مميز مزج بشيء من الوصف العميق . كانت الطريقة في التعاطي مع مواضيع القصص جد فلسفية لأن القارئ لرائحة الفضة ينجذب إلى عوالم كثيرة تعنيه و تفتنه بالتطرق إلى هوامش المواقف و آثارها مما سيشعر القارئ بأنه داخل القصة أو أحد شخصياتها .
عند قراءتك للكتاب تلمس بين طيات حروفه روح الصحفية التي لم تتجرد منها زهية منصر بل تشبثت بها فأضفت هذه الروح نكهة خاصة لكل قصة ، لاسيما و أنها كانت مفعمة بالخيبة و القلق و الأمل الكاذب الذي يعيشه الجزائريون كل يوم ساعين إلى تغيير هذه التفاصيل البائسة .
رغم أن هذا العمل كان أدبيا محضا إلا أن الكاتبة مارست من خلاله عملها و رسالتها المهنية كصحفية تنقل الواقع بكل شفافية و تنقده متمنية التغيير للأفضل .
فعلى سبيل المثال ، ناقشت قضية البطالة في قصتيها المعنونتين ب : " التهمة : بطال " و " التهمة : حيطيست " بحيث سلطت الضوء على حال الشاب الجزائري الذي تشابهت أيامه و أضحت صفحاتها تتوالى بيضاء دون حدث مميز . كما انتقدت المنظومة الصحية في قصتها " قتيل الصبر " مبينة امتعاضها من بعض الإهمال الذي يعانيه المرضى و غيرها من القصص ال×رى كأمثال " الزنزانة البيضاء " التي صورت فيها جدلية تفضيل الولد على البنت في أحضان مجتمع ذكوري أعطى للأب حق التخلي عن ابنته اليتيمة و الاغتراب دون السؤال عنها . وعليه ، فروح الصحافة التي حجزت مكانها في الكتاب جعلته واقعيا إلى حد بعيد بالرغم من الأسلوب الأدبي الفصيح الراقي الذي كثيرا ما يغير رسالة الكتاب ووجهته في نفوس القراء .
بقلم : سعال نور أماني، من الجزائر