الأسلوب الأدبي في رواية الأجنحه المتكسرة



الأجنحة المتكسرة هو تأليف أدبي يتمثل في رواية حب كلاسيكية من تأليف الأديب و الشاعر اللبناني نابغة الكتاب المعاصرين جبران خليل جبران سنة 1912 وهي ثالث مولود ادبي له بعد الارواح المتمردة و دمعة وابتسامة . حيث يسرد فيها الروائي قصة اول حب لشاب بعمر الثامنة عشر والذي لامس ثنايا روحه وغير مجرى حياته وهو حبه لسلمى كرامة ، فيصف الكاتب احاسيسه الفياضة لسلمى كرامة ابنة صديق والده المتوفي فارس كرامة بأسلوب جديد و طريف و يخالف المألوف و يسرده بشكل رقيق و حساس وكأنه ينحت تمثالا من الرخام .
يحكي الروائي خليل جبران عن حب الشابين الذي حكم عليه بالشقاء ويشرح ثناياه في صورة عجيبة خيالية فيجسد المعاني اشكلا حية متحركة و يميل في تصويره الى الطبيعة لشدة حبه لها و الهامها له .
يلتمس القارئ عند غوصه في اسطر الكتاب اثر الفلسفة الافلاطونية في رومنسيته و تصوفه و يظهر اثر الانجيل بارزا في انتاجه و كذا طغيان الذاتيه في كتابته و جمعه بين الوجدانية و الوعظية بأسلوب نثر يصل مرتبة الشعر لدقة اختيار الكلمات فهو يرسم حبر كلماته مثل اللوحات فلايتركز في الأحداث و الحبكة .
يرسل الكاتب العظيم رسائله من خلال مختلف مؤلفاته، فخاض ثوره على مجتمعه ليعالج عدة مواضيع كالزواج الحتمي و الطمع و الاخلاق و النفاق في هذه الرواية التي جعل نفسه بطلها و التي فقد فيها حب حياته بسبب العادات والتقاليد الشرقية البالية والزواج الذي فرض على سلمى مع منصور بك الشره لمالها ،وانتهت هذه القصة البائسة بدفن جسد سلمى الحزين الوهن تحت الثرى و دفن قلب المتيم بحبها معها .
وكعادته يقدس "جبران خليل جبران" شريعة الحب أقوى لأنها شريعة سماوية. وأعلن ثورته على الأثرياء الذين يستبيحون كل شيء في سبيل تحقيق غايتهم الدنيئة. وجعل روايته هذه وسيلة و يدًا تمسك بقلب كل من يقرأها لتخلف بصمات واضحة لا تمحى . فما من أحد قرأها و لم يعش ادوار شخصياتها و أحداثها فخواطرها الراقية المتسلسلة تجعل كل سطر مهم لا يمكن الاستغناء عنه بفضل اسلوبه.

| بقلم : سارة صحراوي، من الجزائر


تعليقات