إحتراق وصدمات



ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻮ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﺣﺪﺍﺙ .. ﺗﺠﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﺤﺐ، ﻭ ﺳﻜﻨﺖ ﻋﻠﻲ أﺭﺽ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺤﺐ، ﻭساﺭﺕ أﺣﺪﺍﺛﻪ ﺗﺘﻤﻮﺝ ﺑﻴﻦ ﻟﻬﻔﺔ ﺍﻟﺸﻮﻕ، ﻭﻧﻬﺶ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺩﻑﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ أﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻨﺒﺾ ﺑﻌﺒﻖ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ، ﻭﺗﻤﺘﺰﺝ ﺭﻭﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺟﺴﺪﻳﻦ ﺑﺮﻭﺡ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺈﺣﺎﺳﻴﺲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﻧﺼﻬﺎﺭ .

ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺮﻳﺪﺁ، ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻪ .. ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ الأﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻧﻮﺭﺍ ﺳﻌﺪ ﻭﺍﻻﺩﻳﺐ ﺑﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻟﻔﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﺟﻤﻌﻬﻢ ﺣﺐ ﻧﻤﺎﺀ ﺑﺘﺮﺟﻤﺎﻥ ﺍﺣﺮﻑ ﺯﺍﻉ ﺻﻴﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ . ﻭﺑﻴﻦ ﺑﺮﺍﺣﺎﺕ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻻﺣﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻔﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺅﻱ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻛﺎﻓﻲ ﻟﺮﻓﻊ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺰﺑﺰﺑﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺗﻈﻠﻠﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﺮﺍﺣﺎﺕ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻢ . ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻭﻫﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ . ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻧﻮﺭﺍ ﺳﻌﺪ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ، ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺎﻥ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ . ﻟﻴﺘﺤﺪﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻭﻳﺨﺮﺟﻮ ﻋﻤﻶ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺆﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺮﻣﻖ الأﺧﻴﺮ . ﻛﺎﻧﺖ أﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ . ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺗﺴﻤﻲ ﺟﻮﻧﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺫﺍ ﻧﻔﻮﺯ ﻭﻗﻮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﺏ ﻳﺪﻋﻲ أﻣﻴﺮ ﻭﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ . ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﺑﻨﺎﺕ ﺟﻨﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ . ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻋﺘﺎﺏ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﻤﺮﺓ ﺗﻬﺠﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺟﻮﻧﺘﻪ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ . ﻭﺗﻤﺘﻠﺊ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺠﺜﺚ ﻭﺭﺍﺡ ﺍﻣﻴﺮ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺍﺫ ﺭﺃﻱ ﺟﺜﺔ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺗﻜﻠﻤﻲ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺰﻉ ﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻨﻲ ﻳﺎﺭﻭﺡ . ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻬﺠﺘﻪ ﻭﻧﺒﺾ ﺭﻭﺣﻪ . ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﺍﻻﺿﺪﺍﺩ ﻭﺗﻄﺎﺣﻨﺖ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﺎﻥ ﻭﺗﺠﺪﺩﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻢ..

| بقلم : ياسر بشرى احمد عبدالله، من السودان


تعليقات