(على رمال الشاطئ الذهبية كانا يتبادلان أطراف الحديث والبحر يسترق السمع لهما في هدوء مخيف قبل أن يخييم الظلام الموحش )
ــ ’’والآن أخبريني عن ماذا ستكتبين “ ؟
ــ ”قيل لي أن أكتب رواية عن الرعب “
ــ وهل لديك فكرة عماّ يكون الرعب ؟ ولديك الشجاعة للكتابة عنه؟ “
ــ” ليس ان كنت معي ثم أنني لا أملك عن الرعب سوى خرافات كنت أشاهدها عبر التلفاز أو اقرؤها في الكتب والمجلات “
ــ ” مما يعني أنك لم تقع ضحية رعب أو موقف مخيف ؟ “
ــ”البتة لطالما كنت بجانب الاخرين فلا افارق من عائلتي احدا واذا ما كنت في احدى رحلات التخييم تجدني قرب رفيقاتي و حتى اليوم يضعك القدر في طريقي لتكون منقذي ومساعدى ثم ونيسي “
ــ”حسنا سأروى لك قصة قد تجدين فيها ضالتك كذلك حدثت وما زالت تحدث الى يومنا هذا وربما لايام لاحقة “
ــ ”جيد لقد شوقتني للاستماع “
(اقترب منها وطفق يقول بهمس )
في عمق الليل وهدوء البشرية صرخة نسائية حادة انبعثت مدوية ارجفت اواصر السيد هاشم الذي نهض من نومه مذعورا يجاهد نفسه في إمساك أعصابه التي باتت تخونه في كل مرة فالأمر بات لايحتمل أضاء النور بجانب سريره وردد
ــ” نورا نورا لا تخافي انه مجرد كابوس وانا هنا بجانبك “
أجابته بصوت مرتعد تقطعه الشهقة
ــ” ضمني إليك يا هاشم إنهم هنا “
ــ هاشم” لا باس عزيزتي إهدئي خذي نفسا عميقا ريثما أسكب لك قليلا من الماء “
تناولت نورا كوب الماء ببطء وعيناها تجوبان أرجاء الغرفة بخوف شديد
ــ هاشم “لا شك أنه نفس الكابوس كل ليلة “
ـــ نورا” صدقني بت لا أستطيع الإستمرار هكذا كل ليلة “
ــ هاشم “عزيزتي قلتي أريد تغيير وجهة السرير لعله موضع سيئ غيرتها ثم أردتي تغيير الغرفة فانتقلنا الى غرفة أخرى ثم ماذا بعد هل ستبدل الشاليه بآخر “
ـــ نورا ” إنهم هنا في كل مكان في كل ركن وهذه المرة يخططون لامر ما قد يضرنا “
ـــ هاشم” إسمعي عزيزتي غدا سنزور للدكتور باسم في عيادته “
ـــ نورا” أنا لست بمجنونة لست مجنونة إنهم يريدون قتلنا أتفهمني هل تصدقني “
(دخلت في حالة هستيرية بدأ هاشم يهدؤها من جديد)
فجأة أضاءت جميع المصابيح الكهربائية من تلقاء نفسها ساد الصمت بين هاشم ونورا ثم لوهلة اخرى انطفات من جديد وغرق المكان في الظلام إرتعبت نورا فضمها هاشم إليه أكثر ثم فتح كشاف المحمول لا شيء يدعو للخوف لكن نورا ظلت جامدة لا حراك فقط كانت نظراتها تحدق في ركن الغرفة صوب السقف رغم الظلام رفع هاشم نظره الى الاعلى ليجد امراة معلقة في السقف يلف جسمها لحاف ابيض بالكامل تتدلى رقبتها من حبل وكأنها شنقت حديثا طبطب على نورا واغمض لها عينيها ثم انسحب من الفرش واستقام واقفا يجذب زوجته بذراعيه ويخوص برأسها بين احضانه حتى لا تشاهد المنظر كذلك اضاءت المصابيح من جديد وفي قراراته يقول
ــ ”انها مجرد هلوسات وتهيؤات لا حقيقة فيها “
لكن كلما تقدم خطوة نحو باب الغرفة للخروج كانت جثة المراة تتقدم معه ببطء وهي المعلقة في الهواء حتى فتح هاشم الباب ودلف إلى الرواق المؤدي الى السلالم وأطبق الباب خلفه موقنا أن الجثة بالداخل ودون سابق إنذار سقطت الجثة أمامه صرخت نورا لهول المنظر وطفقت تبكي ..كان يملك رباطة جأش وقوة تجلد وشجاعة مما تجعله مصرا على النزول عبر السلالم بكل ثقة دون ان يكترث للجثة التى تدحرجت وسقطت اشلاؤها وترامت بين الدرجات أكمل هاشم طريقه حتى وصل إلى الصالون و هو عبارة عن قاعة فسيحة بها أرائك للجلوس وغرفة معيشة أسرع ينادى البواب بصوت عال
ــ هاشم ” يا سالم .. سالم .. اين انت ؟ “
سمعه هذا الاخير رغم ان الوقت متاخر من الليل فاقبل حيث دفع الباب وولج الى القاعة ليجد هاشم ممسك بنوراالتى ترتعد خوفا وهو متجمد في مكانه
ــ سالم “” نعم سيدي ما الذي يجرى؟ هل من خطب ؟ ارى انكما خائفين؟ “
ــ هاشم”...سالم البيت به اشباح وارواح “
ــ سالم” كلا سيدي مطلقا انه شاليه ممتع وآمن “
ـــ هاشم”اذهب وتفقد السلالم وسترى الحقيقة انها اشلاء بشرية وقعت من السماء “
ـــ سالم” ها ها ها .. السماء لا تمطر اجسادا ولا اشلاء “
لم يجد سالم شيئا يبعث للرعب وقد مشط المكان برمته فلم يجد ولو قطرة دماء واحدة جلس الزوجان على الاريكة بعد أن هدآ يقابلهم في الجانب الاخر سالم يروى لهم بعض النكات المخيفة
لكن الامر لم يسلم من الرعب فقد وقع ما لم يكن في الحسبان ففي ما هم كذلك حتى بدات الابواب تتراقص والنوافذ تصفق ناهيك عن الستائر التى باتت ترسم هيأة اشخاص مشنوقون كان هاشم يحاول السيطرة على اعصابه لكن نبضات قلبه تتسارع فاحكم تطويقه لنورا انما سالم بدا له امر طبيعي ويعود مرد ذلك الى فعل الطبيعة فالجو خارجا صار باردا والرياح قوية علاوة عن اضطراب البحر ففي الساعات الاخيرة من الليل عادة ما يتغير الجو فلم يتبق من الوقت الا القليل لانبلاج الصباح وهل تظهر الارواح صباحا ؟وماهي الا بضع دقائق اخرى حتى احسوا برجة ارضية تلتها اصوات صراخ مدوى في كامل الشاليه ركضت نورا مسرعة ودون وعي منها الى الباب طلبا للهروب والنجاه لكنها شاهدت البحر يقترب منها وكأّن بالشاليه سسيغرق بالامواج العالية طلبت من زوجها ان يشاهد ذلك لم يكن ليصدق لكن الامر بات واضحا وجليا لا يقبل للتكذيب والدحض اقبل انور ليشاهد بعينيه فنصحهم بالدخول الى الشاليه والاحتماء به و المكوث في الغرفة بالاعلى لضمان سلامتهم لعلة تسونامي مفاجئ ركضا معا الى الغرفة وكان معهم سالم وكانت المفاجئة تنتظرهم مازلت جثة المراة معلقة بالهواء لكن هذه المرة تحمل بين يديها راسها الذى يقطر دماء لهول المنظر اغمي على نورا اما هاشم فاستدار الى سالم وقال له
ـــ” ارأيت ذلك الان ؟ هل تصدقني ؟ “
ـــسالم” نعم ارى ذلك بوضوح وليس الامر بمخيف حتى انني استطيع خلع راسي وحمله بين يدي انظر “
تجمدت الدماء في عروقه فلم يستطع الهروب وترك نورا او البقاء ومشاهدة المزيد من المفاجآت انها ليلة الرعب يحاول عقله استعاب الامور والبحث عن مخرج حاول جاهدا طلب النجدة لكن الغرفة طفقت تدور به جثى على ركبتيه وطوق نورا في حضنه ونظراته تتبع حركات سالم الذى طار في الهواء كما الجثة وبدآ يضحكان باصوات قهقهات قوية فيما كانت الجدران تلفظ اياد وارجل ورؤس و جذوع بشرية تحاول التخلص من الحائط وتنادي باسمي نورا وهاشم دون توقف فضلا عن الدماء التي كست الأرضية والوجوه كان هاشم يردد بسرعة وقد اغمض عينيه
ـــ” بحق الله اتركونا ..انتم لستم حقيقيون انتم لا تنتمون الى عالمنا اتركونا بسلام ... ارحلو عنا “
ثم فجأة هدات الجميع حتى صوت هاشم سكن ومعه نورا
(سرعان ماخيم الليل وبدات البحر يداعب امواجه )
ـــ سالم ” تلك كانت النهاية “
ــ ثريا”لكنك تسرد قصتي “
ــ سالم ”ومن قال غير ذلك انها رواية تناسبك تماما وانت بطلتها “
ــ ثريا”هذا عندما كنت على قيد الحياة “
ــ سالم” بل عندما كنا ..احياء اما الان فنحن احرار طلقاء لكنك في كل مرة تبتغين كتابة رواية رعب لم؟ هل تحبذين اخافة الناس؟
ــ ثريا”لانني ارى خوفي فيهم من المجهول .. ومن اللا معقول “
ــ سالم” لم لا نواصل اللعبة اذن؟
ـــ ثريا”ليس اليوم غدا حكاية رعب جديدة “
ـــ سالم” يجب ان تكوني هذه المرة اكثر اقناعا وتخويفا
ـــ ثريا” هل تراني فشلت في تأدية دور الجثة المعلقة “
ـــ سالم” كنت اكثر منك اقناعا “
ـــثريا” لنستبدل الأدوار فلتكن أنت الجثة وأنا خادمة الشاليه “
ـــ سالم” جيد الشاليه سيأجر غدا ولنبدأ معركة جديدة مع سكان جدد “