لقاء مع الله

لقاء مع الله

 كان عليه أن يدرك تماما، وبكامل إقتناعه

أنه حتما ستأتي أخرته..هو يعلم أن لا مفر

متلهف للقاء ربه فى غاية الشوق إليه...

لا يريد شيء سوى أن يفهم ..ما تعجب منه

ها هو جسده عاري ممدد على الطاولة..

يغسلونه ويلقون عليه نظرة وداع...

يبتسم بداخله فقد حان الوقت..

ليصعد للسماء يري ما بها والي اين ستأخذه،

يسمع أنين وصرخات وكلام كثير حوله

يتحدثون عن ألم الفراق والوداع يمسكون

يده يقبلون جبينه.. تتساقط دموعهم عليه،

وكيف يستثني لهم العيش بدونه...

وهو راقد هادئ ينتظر..كلماتهم الأخيرة..

يحاول النهوض من على الطاولة...يرتدي شيء

يطبطب على أحبائه ويخبرهم أنه بخير..

سيشتاق إليهم ولكن هو يعلم أن هذا غير ممكن

ويعلم أيضا أنه سيكون ذكرى فى قلوبهم...

لم يكن ذلك يشغله أكثر من انتظاره ....

اللقاء مع الله....

أراد أن يكتب رسالة إلى الله

بشرا أنا من تراب خلقت

لست ملاكا ..لست غير إنسان

عاصي..تائب..مذنب ..مهتدي

أجمع الطرق إليك ..فأنا أريد

أن أذهب إليك..قلبي صافي

لا يمسه شوائب..يالله أخبرني

ليس لي سواك أحدثه عما في قلبي،

إنه متشوق للقاء،

نعم إنه خائف لابد أن يخاف..فمهما فعل لا يعلم

أهو خير أم لا...سيقابل الله عاري، يحمل فى أعماق

قلبه حب وشوق هذا ما بداخله يكفيه..

يعلم أن الله رحيم ..أرحم من البشر...

يريد أن يرى السماء يرى كل شيء...

حاسبني يا الله على كل شيء ولكن أرني كل شيء...

أنا عبدك خلقتني ..عصيتك فسترتني..

أنعمت علي والحمد لك والشكر لك..

ولكن بداخلي أشياء كثيرة أريد معرفتها..

وأسئلة لك أريد أجوبتها ، لا سمح الله ..

أن أتجرأ ...ولكن هو الحب لك والشوق لك..

وأنت تعلم ما بداخلي أكثر مني..

ثم يصمت ..يرى نورا ثم نورا ثم نورا..

وهنا لا نعلم غير ذلك..

فهو الآن على لقاء مع الله

| بقلم : هبه محمود صادق محمد، من مصر .

تعليقات