رئيس الجزائر يخرج بقرار مجنون بسبب المنتخب المغربي النسوي والمنتخب الجزائري

 رئيس الجزائر يخرج بقرار مجنون بسبب المنتخب المغربي النسوي والمنتخب الجزائري


في خطوة غير متوقعة، اتخذ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرارًا مثيرًا للجدل! فبينما كان الجميع ينتظر بشغف مباراة الإياب بين المنتخب النسوي المغربي والجزائري ضمن تصفيات كأس العالم، جاءت الصدمة! القرار بحجب هذه المباراة عن القنوات الرياضية الفضائية، مما حرم الجماهير في البلدين وأبناء المهجر من متابعة أجواء الفرجة والتنافس.
حيث ان الكرة النسائية، التي بدأت تحظى بالاهتمام والتشجيع، تواجه عائقًا جديدًا،  رغم انها أصبحت وسيلة لتعزيز ثقافة المساواة والعدل الاجتماعي في المجتمعات، وهذا الحجب لم يكن مجرد قرار عادي، بل اعتبره الكثيرون مظهرًا من مظاهر التخلف والانغلاق. اذ يبدو ان النظام العسكري في الجزائر لم يستوعب الدروس بعد هزيمته أمام فريق نهضة بركان المغربي، وقرر منع حتى الأعلام المغربية من الظهور بأرض الجزائر.


وبهذا القرار البائس، الرئيس تبون يهين منتخب بلاده أولاً. الفتيات الجزائريات، اللاتي كان من المفترض أن يكنّ رمزًا للتقدم والمساواة، يجدن أنفسهن مهمشات وغير مدعومات من دولتهن. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. تذكروا عندما تم إقصاء منتخب السيدات الجزائري من تصفيات كأس إفريقيا لأن الفاف نسيت تسجيل المشاركة؟ يبدو أن تهميش النساء في الرياضة أصبح سياسة مستمرة!


ولا يعكس الحجب العسكري لهذه المباراة سوى خوف النظام من الهزيمة، ليس فقط في الملعب، بل أمام العالم، لتأتي الهزيمة الأخيرة لتكون بمثابة صفعة جديدة للنظام الجزائري.


هي الجزائر، الخسائر منذ نشأتها وإلى الآن، أو كما قال السفير المغربي عمر هلال، "الجزائر تعاني من متلازمة التقزّم". وهو وصف دقيق لمسار هذا الإقليم الفرنسي الذي لن يستطيع النمو والتقدم لعاهة بنيوية داخل مفاصل دولته التي بدأت وانتهت مع حرب الرمال 63، وما زالت تعتبر مرجعًا مفصليًا في سياسة العداء تجاه المغرب.


والخطير أن هذا المرض البنيوي قد انتقل وبسرعة إلى مختلف الفئات الاجتماعية بشكل رهيب وممنهج. واستطاعت هذه العسكرانية حشو عقول الجزائريين بثقافة مليئة بالحقد والعنف التاريخي تجاه المغرب، بل يحملون الكثير من العُقد النفسية والأحكام الجاهزة تجاه كل ما هو مغربي. وبات أغلبهم غير مهتم بمعرفة الحقيقة، بل بما تعلموه على مدى عقود من الرجعية الفكرية والتدليس الثقافي و”النصب التاريخي” الذي دُرس لأجيال بكاملها في المدارس والجامعات وعبر الإعلام المتخلف في البلاد.


واليوم، وبعد ما يزيد عن نصف قرن من الإيمان بـ”المصير المشترك”، ألا يدفع هذا الوضع المغاربة إلى تغيير سياستهم تجاه هذا الجوار؟ وكما قال المفكر المغربي عبد الله العروي في آخر إصدارته “دفاتر كوفيد”، فقد "آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليًا للجزائر". مضيفًا أن المغاربة يواصلون "القول إننا شعب واحد، ولكن الحقيقة أننا في مواجهة شعب آخر". وزاد: "لا نعرف ماذا يَتعلم الشباب الجزائري في أقسام الدراسة حول ماضيهم، وماضي الجيران. لا نعرف ماذا يُدرس لهم بمدارس الإدارة والثانويات العسكرية. ما يتعلمه الموظفون والدبلوماسيون والضباط، وغيرهم، طوال سنوات، ويواصلون قراءته في المنشورات الرسمية.. وكل هذا، لن يمحى من عقولهم بين ليلة وضحاها."


هي خلاصة للمفكر المغربي عبد الله العروي عن هذا البلد. وسنتذكر هنا جملة تاريخية لها مدلولها للجنرال الفرنسي ليوطي: "حين دخلنا إلى المغرب وجدنا ملكًا في وطنه، بينما في الجزائر لم نجد سوى (الداي حسين العثماني) الذي فر إلى وطنه بمجرد دخولنا".

تعليقات